في صبيحة ذاك اليوم منذ نحو أسبوعين أول أقل تعرض الوالد لنوبة سكر فجائية ادخلته وعصفت به إلى وضع سيئ جدا اربكني واربك حساباتي وانا لا أدري إلى أين سأتجه به وقصص المشافي من أفواه المرضى وذويهم توجع القلب فرط قسَوتها وهم يتحدثون كيف تنقلوا بمريضهم من مشفى لآخر وينتهي الأمر بغالبيتهم اما بوفاة مريضهم على متن السيارة أو تدهور حالته وهو على نقالة داخل مشفى أو بالسيارة نفسها وهذا لعمري يحدث حتى مع المقتدرين ناهيك عن البسطاء، وعندها تبادر إلى ذهني بأن لم لا اتصل واستعين بأي من الأجهزة الأمنية التي يخصص بعضها المشافي الخاصة بهم للمرضى عامة وأول ما خطر ببالي الاستعانة بجهاز المخابرات الوطني فلديهم مشافي حسنة السمعة ومفتوحة للجميع وان تعذر فالخير في البقية. فكرت بذلك وكلي ثقة في عدم ردهم طلبي وقد كان.
فما أن اتصلت بأحدهم وشرحت لهم حالة والدي الا وكانوا في الموعد واي موعد هو؟ حيث تلقفوا طلبي بالترحاب وقبيل مناداتي بالوالد أجروا اتصالاتهم ثم اخطروني بأن هلموا الجميع بالمشفى في انتظاركم فتوكلنا على الواحد الأحد وذهبنا تسابقنا أمنيات الشفاء على ايدهم.
وهناك في مستشفى “الأمل” كان الأمل على موعد معنا وجميع كوادر الطوارئ بما فيهم الأخصائي كان يشرفون على الحالة ومن ثم تداعت طلبات الفحوصات إمعانا في المزيد من الاطمئنان إلى أن انتهى الأمر بضرورة إقامته بالمشفى ريثما يتماثل تماما للشفاء وهنا أيضا اغدقوا علينا بكرمهم الحاتمي واكرموا وفادتنا بأن منحونا غرفة على الجناح الخاص.
وهنا وقبل أن انتقل لنقطة ثانية دعوني اشكر لهم هذه اللفتة البارعة وهم يكرمون الإعلاميين في ذويهم وشخوصهم ومنحهم الوضع الذي يستحقونه بعد أن عجزت الدولة والحكومات السابقة واللاحقة بتقيمهم بما يستحقون وتخصيص مشافي خاصة بهم إسوة ببقية الكيانات، هذا من جهة ومن جهة فالاعلامي وفي كل دول العالم يكرم ويقيم وتفتح له الأبواب ويخصص وضعه كونه يمثل السلطة الرابعة لكن أين نحن من كل ذلك وما يتم من حظوة فاغلبه بالعلاقات، وهذه محمدة من الجهاز بأن يستجيب على الفور لطلب إعلامي ويزيد في كيله أكثر من عبار فالتحية لهم مثنى وثلاث.
وللحق فالاهتمام بمريضي لم يكن حالة شاذة ومخصصة إنما ولطيلة الساعات التي قضيناها بالطوارئ كان الحس الصحفي حاضرا وانا اتابع كل المرضى الذين دعنهم الضرورة للتعافي بالمشفى فذات الإهتمام بالمرضى كان بالتساوي وملائكة الرحمة يطوفون عليهم نفرا نفرا فيما كان الهدؤ يلف المكان فلا صوت نشاذ يشق هذه السكينة ولا صوت صراخ أو غضب أو احتجاج صدر من هنا أو هناك بل هدؤ شامل كأن ليس بالمكان أحد.
إضافة لذلك فقد رصدت مستوى النظافة بالطوارئ بل بالمشفى اجمع سوحه وغرفه، صالاته وحمامته، رغم ضخامة المبنى وتعدد تخصصاته بما فيها العزل والحجر لمرضى وباء كورونا.
وعلى ذكر الكورونا لعلها المرة الأولى التي أشهد فيها الجيش الأبيض وهو يتنقل بين المرضى في كل العنابر المتخصصة وكذا عنابر العزل لا تفتر لهم عزيمة ولا يترددون في عيادة المرضى ومداواتهم باذلين أنفسهم رخيصة من أجل شفاء مرضاهم بأي من السبل يؤدون واجبهم كاملا غير منقوص، وبين فينة وأخرى ترصد أولئك الذين يعملون ويرافقون المرضى بسيارات الإسعاف التي لا تقل تطواف عمن يقفون عليها وقد تزيأ هؤلاء بلبسة العزل وتداعوا كلما جاءهم النداء.
اشهد الله أن ما قلته هو ما حدث أمامي لم أزيد أو اتملق ولا (بكسر تلج) فهم ليسوا بحاجة لهكذا تملق أو كذب كونهم واثقون فيما يقدمون فامنياتنا لهم بدوام الصحة والعافية ومزيد من تقدم وتطوير مستشفى الأمل ببحري والذي يفتح أبوابه لمرضى حي كوبر ومن جاورهم وهو اسم على مسمى. وتحية مني خاصة لمدير المشفى الدكتور “سليمان” وللاطباء “خالد” و”محمد صلاح” هذا الطبيب الشاب الراقي الذي ما بخل علينا باستشارة وفتح لنا هاتفه طوال اليوم متى ما احتجنا له كان في الموعد، والتحية والتقدير لبقية الاصطاف العامل من أطباء َسسترات وممرضين وكل العاملين. وتحية عظيمة لجهاز المخابرات الذي لم يبخل على المواطنين حتى بتقديم الرعاية الصحية عبر هذا المشفى ومشفى “يونيفيرسال” طبعا هذا الي جانب ما تقدمه يمينه دون أن تعلم شماله، فله ولمنسوبيه جميعا التجلة، .
التعليقات مغلقة.