كباشي.. توضيح الحقائق

الخرطوم- أبوصالح

يعتبر الفريق أول شمس الدين كباشي من الشخصيات العسكرية الوطنية التي لعبت دوراً كبيراً في عملية التغيير التي حدثت بالبلاد، حيث كانت له مواقف مشهودة إبان فترة الشد والجذب بين المكون المدني والعسكري في مراحله الأولى ، وكان له موقف مشهود في مناقشة قضية علمانية الدولة خلال الورش غير الرسمية التي انعقدت مؤخراً بجوبا.

فالفريق أول ركن كباشي، ظل خلال فترة الحكم الإنتقالي العنصر الأساسي في عملية التفاوض بجوبا يلعب أدواراً مهمة في عملية تقريب وجهات النظر بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، الى أن كلل ذلك الجهد بالنجاح وأفضى للسلام.

والحديث الذي أدلى به عضو المجلس السيادي ، في المقابلة التي أجرتها معه “قناة النيل الأزرق” مساء الإثنين، أوضح الكثير من الحقائق، وأفهم الكثير من الذين كانوا يريدون أن يفهموا ويتفهموا، ولعل من الحقائق التي ذكرها – ولعمري تذكر لأول مرة – عندما قال : إن طرح الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو لخيار العلمانية أو تقرير المصير، لا يمثل رؤية كل أهالي جنوب كردفان.

وبحسب مراقبين أن هذا الحديث يطرق لاول مرة بهذا الوضوح والشفافية، لأن مثل هذه الأحاديث كانت تطلق في سماء الواقع السياسي أزماناً عديدة دون أن يتم التعليق عليها من قبل شخصيات ذات أوزان مثل الفريق اول شمس الدين كباشي، ولعل هذا التصريح قد أوضح الكثير من الحقائق التي كانت غائبة في فترات سابقة دون الإمعان لتفاصيلها حيناً من الدهر.

ويعلق أغلب المشتغلين بمجال السياسة بأن الكباشي جاء ومن معه محمولين على كف القدر في هذا الوضع الجديد المعروف بالحكم الإنتقالي في السودان، وامامهم احتمالان هما أن يكون السودان أو لا يكون، ولعل كباشي يدرك جيداً أن البلاد دارت بها معارك كثيرة بسبب المناداة من قبل البعض بمطالب مختلفة وأن الفترة الإنتقالية ليس أوان الإفتاء في مثل كذلك مطالب، ويقول بعض المتابعين أن الكباشي يعد مقاتلاً شرساً لكل من تمتد يده للجيش الذي يحمي البلاد وكافة المنظومات الأمنية التي تؤمن السودان واهله،

ويشير بعض المحللين الى أن الكباشي أتاه الله فطنة وحنكة وذكاء يقارع الحجة بالحجة، ويدفع البيان بالبيان، فما وهن ولا ضعف ولا لان ولا استكان، وهو ابن القوات المسلحة قد قاد الكتائب وخاض المعارك وخبر الدروب والمطبات وهو مفكر استراتيجي وعالم عسكري واسع الاطلاع، عميق الفكر، واضح البيان، عرفته مدينة سنكات بين اهلنا البجا فاحبهم واحبوه وخالطهم وخالطوه فصار منهم واليهم. يحملون له كل الود والتقدير والاحترام ومن يعش بين البجا يتعلم الصرامة والصبر والتصدي والاقتحام وقوة الشكيمة والإرادة وكان القائد الكباشي في سنكات بحس سوداني وطني اصيل فمابين جبال النوبة وجبال البحر الأحمر تتجسد معاني الوحدة والسيادة الوطنية والأصالة والاحترام.

كذلك من ضمن ما قاله الكباشي ولعله يوقد بعض شموع الأمل للأخرين أن

أن قرار العفو الذي أصدره البرهان قاصر على الأطراف الموقعة على إتفاق السلام، وأشار إلى أن موسى هلال تتم محاكمته حالياً أمام محكمة عسكرية، وأضاف” ولكن بعد قرار المحكمة يمكن أن تكون هنالك معالجات في إطار التصافي و التصالح ، وتابع “لكن لننتظر المحكمة تصدر حكمها أولاً”.

أخيراً فإن صراحة كباشي في تناول القضايا المهمة بالبلاد أثبتت أنه قيادي وطني غيور يسعى لمصلحة البلاد رغم المشاكسات والمعاكسات التي تظهر هنا وهناك وتحول دون تحقيق المصالحة السياسية. والمجتمعية ومن ثم الذهاب بالسودان بعيداً وفق إمكانياته الإقتصادية التي تجعله ضمن الدول المتقدمة إذا استغلت بصورة صحيحة.

التعليقات مغلقة.