القُوىٰ المُستقِلَّة الحُرَّة  تدعو الى تفويت الفرصة علىٰ سماسرة الفوضىٰ من أصحاب المصالح الخاصة

رصد : سودانية نيوز

سَأَحْمِلُ رُوحي علىٰ راحَتي وأُلقي بِها في مَهاوي الرَّدىٰ
فإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَّديقَ وإِمّا مماتٌ يُغيظُ العِدىٰ
ونَفسُ الشَّريفِ لها غايَتانِ وُرودُ المنايا ونَيلُ المُنىٰ
وما العَيشُ؟ لاعشتُ إنْ لَمْ أكُنْ مَخـُوفَ الجِنابِ حَرامُ الحِمىٰ

جماهير شعبنا الأبية
نخاطبكم اليوم وفي الحلقِ غُصَّةٌ وفي القلبِ ألمٌ كبيرٌ لما آلت اليه أحوال بلادنا وأهلنا وقد استبشرنا بثورةِ ديسمبر المجيدة التي شهد لها العالم أجمع، فغدت نموذجاً ودرساً في النضال السلمي ضد أعتىٰ دكتاتوريات القارة السمراء.
واليوم وحال البلاد يتردّىٰ في ظلِّ صراعاتٍ سياسيةٍ وجهوية ومصالح ذاتية ضيِّقة تنأىٰ عن المصلحة العامة للوطن وشعبه، وفي ظلِّ تراخيٍّ واضحٍ للقوىٰ الوطنية التي وَثَقَ بها الشعب وسلَّمها رسن قيادتهِ بعد نجاح الثورة، والهيمنة الجائرة من قوىٰ سلًحها الشعب وأنفق عليها لتحميه ولكنها تنكَّرت له وأمتثلت لشهوة السلطة وتشبَّثت بكراسي الحكم ولو علىٰ آهات الجوعىٰ وآلام المرضىٰ وانكسار أحلام الشباب.

جماهيرنا الواعية
لقد قدَّم شباب هذه الأمة الروح رخيصة من أجل التغيير وبناء دولة القانون والهيبة والسيادة لتحقيق طموحات الشعب في الأمن والسلام والرفاهية، ولقد سلمت أرتال الشهداء قيادة الثورة المنتصرة لتنعم بها الأجيال القادمة رخاءً واستقراراً، ولكن أبىٰ الكائدون ومن أمتهنوا مص دماء الشعب وسرقة موارد البلاد دون حياءٍ إلاّ أن يسرقوا أحلام الثوَّار ويكبحوا عجلة تقدُّم الثورة لحماية مصالِحِهم الذاتية ومصالح حُلفائهم خارج حدود الوطن.
ظللنا نراقب وضع تحالف قوىٰ الحريِّةِ والتغيير المتأزِّم وَدَعَونا مِراراً حتى قبل سقوط النظام البائد إلى ضرورة تقوية التحالف وضمّ كافة القوىٰ الثورية له والإلتفاف حول المبادئ الأساسية للعمل السياسي وشعارات الثورة، إلاّ أنَّ دعواتنا أصبحت كالسراب، وتغلغل الخلاف داخل تحالف قوىٰ الحريِّة والتغيير وظهرت الصراعات الحزبية مِمَّا اضعف التحالف وترك الساحة خاليةً للمكوِّن العسكري والمليشيات الأمنية لتعمِّق الخلاف أكثر في استقطابٍ حادٍّ للقوىٰ الوطنية.
وجاءت حركات الكفاح المسلَّح والتي كانت تمثل رافداً أصيلاً في تحالف قوىٰ الحريِّة والتغيير لتزيد من جراحات التحالف ببحثها عن سلامٍ منفرد مع الحكومة التي يفترض بها أن تكون جزءً منها وحاضناً لها.
جماهير شعبنا العظيمة
لن تستطيع الحكومة الإنتقالية المؤقتة تغيير الواقع الراهن في ظلِّ هذا التجاذب والإستقطاب المستمر من الجيش وقوات الدعم السريع والحركات المسلحة والمحاور الإقليمية، وفي ظلِّ عدم التوافق بين القوىٰ الوطنية علىٰ الحدِّ الأدنىٰ من المبادئ الوطنية لن نستطيع مقاومة أطماع الطامعين والمتربِّصين بالبلاد ومواردها، عليه نساند بقوَّة دعوات الثوَّار للخروج في مليونية 21 أكتوبر مناصرين لمبادئ الثورة وشعاراتها ومؤكدين على التالي:
أولاً: تحقيق العدالة، وسرعة البَت في كافة القضايا المعلَّقة ضد رموز النظام السابق وتقديم قتلة الثوَّار ومرتكبي مجزرة الإعتصام للمحاكمة دون تعطيلٍ وتلكؤ.
ثانياً: التأكيد علىٰ قدسية ذكرىٰ ثورة 21 أكتوبر المجيدة لدىٰ الشعب السوداني وعدم السماح لأذيال وزبانية النظام البائد وعصابة 30 يونيو بتدنيس هذه الذكرىٰ ومحاولة استغلالها لزعزعة الأمن وبث السموم الهادفه للقضاء على ثورة ديسمبر الظافرة، وإرجاع السودان للحكم الشمولي البغيض.
ثالثاً: التأكيد علىٰ دعواتنا في إصلاح تحالف قوىٰ الحريِّة والتغيير بضرورة مراجعة وثيقة التحالف وعضويته وهيكلة تكوينه ودعوة القوىٰ الوطنية الأخرى للإنضمام له حتىٰ يلعب دوره الأصيل كحاضنةٍ سياسيةٍ للحكومة الانتقالية وداعمٍ أساسي لإرادة هذا الشعب المتفرِّد.
رابعاً: التأكيد علىٰ مبدأ الكفاءة في التعيين الوزاري ورفض المحاصصات الحزبية الضيِّقة.
خامساً: نرفض أن يكون استقرار السودان ومبدأ أولوية الكفاءة في تولي المناصب المركزية أو الإقليمية كبشَ فداءٍ لاتفاقية السلام.
سادساً: ضرورة تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي ليكون رقيباً على الجهاز السيادي والتنفيذي للدولة، وأن يتم تشكيل المجلس حسب ما تم الإتفاق عليه بالوثيقة الدستورية.
سابعاً: هيكلة القوات المسلحة ودمج قوات الدعم السريع فيها، وإعادة دمج كافة قوات الحركات المسلحة فور تنفيذ إتفاق السلام تحقيقاً لمبدأ “دولةٌ واحدة وجيشٌ واحد”.
ثامناً: حتمية ولاية وزارة المالية علىٰ كافة مؤسسات وشركات القطاع العام بما فيها مؤسسات وشركات القوات النظامية المختلفة.
تاسعاً: نرفض أي محاولة لفرض قرارات تمسُّ السيادة القومية من قبل السلطة الإنتقالية الحالية ولن يتم ذلك إلاَّ في ظلِّ حكومة مُنتخبة.
جماهير الشعب السوداني
بناءً على ما تقدم نؤكد خروجنا مع جحافل شعبنا في مليونية 21 أكتوبر 2020م، وندعو كنداكات وثوَّار بلادنا الىٰ تفويت الفرصة علىٰ سماسرة الفوضىٰ من أصحاب المصالح الخاصة ومرتزقة النظام البائد في العبث بسلمية مسيراتنا التصحيحية، وسيكون شعبنا السوداني دوماً مُعلِّماً في التغيير السلمي ومناهضة الطُغاة.

واللّٰهُ مِنْ وَرَاءِ القَصد
واللّٰهُ المُستعان

المكتب السياسي المركزى
القُوىٰ المُستقِلَّة الحُرَّة
الثلاثاء 20 أكتوبر 2020م

التعليقات مغلقة.