تأصيل عبارة (ميتينك) .. تحت هذا العنوان كتب حسين خوجلي

أرسل لي أحد الاصدقاء من المهتمين (بمستطرف البقعة) هذ التوثيق اللطيف لعبارة (شيل ميتينك) وعقب الحكاية بعبارة ذكية حول قناة أمدرمان
تقول الحكاية:

“طرفة ولكنها غريبة ، نتناولها كثيرا دون أن ندري لها معنى .
* طيب الحكاية والرواية والتي تعود لفترة حكم الخليفة عبدالله التعايشي .
* كانت الأسر في أم درمان القديمة وفي بداية عهد الدولة المهدية تدفن موتاها داخل منازلها …

ولما كانت المنازل نفسها وفي أغلبها مبنية من القش والحطب وغيرها من المواد البدائية كانت هناك مشاكل كثيرة في ذلك الأمر وهو دفن الموتى .

* كان حل المشكلة بقرار من الخليفة عبدالله التعايشي ملحق بقرار الثورة المهدية بعدم النواح وذر الرماد على الرؤوس وغيرها من العادات القديمة القبيحة في بيوت العزاء ، وألحقه بقرار تخصيص أماكن لدفن الموتى( *مقابر* )…

* نعود لموضوعنا الأساسي ( *بالميت* ) ومعنى كلمة ( *بالميت) هو إنهم في ذلك الزمان عندما كان الشخص يريد بيع منزله ( *بالميت* ) المدفون فيه فإن سعره يكون أقل من أن يكون عندما تطلع( *ميتينك* ) من المنزل وتذهب بهم وتدفنهم بعيدا…

ويكون المنزل بدون *ميتين* ويستفيد المشتري من كل المساحة داخلة دون عوائق( *ميتين* )…

ولذا فإن كنت عايز سعر كبير ومحترم ( *طلع* *ميتينك* ) وسلمنا البيت فاضي.

* نعم تلك هي معاني تلكم الكلمات التي نتداولها كثيرا في المجتمع دون أن ندري معناها.

* ياترى هل كان ( *حسين* *خوجلي* )
يدري ذلك المعنى عندما قال دايرين توقفوا قناة أم درمان

هل ياترى حقا…🤚🏼
كان يعلم المعنى؟؟ ”

“وشائج”

من أفضل أنواع الصلات صلة الأخ وصلة الصديق فإن تكاملا فليس هناك أفضل من ذلك ومن هذا المعنى الدقيق أخذنا المقولة الذهبية لعبد الحميد الكاتب حين سئل أيهما أحب اليك أخوك أم صديقك؟ قال: إنما أُحب أخي اذا كان صديقي

“هذا قبل ألف عام يا أكرم”

روى الحاخام اليهودي بنيامين الطليطلي عن الخدمات الصحية في بغداد العصر العباسي فقال:
(شيد الخليفة أبنية على الشاطئ الثاني من النهر تحتوي على بيوت كثيرة وشوراع منظمة وملاذات للمرضى الذي يؤخذون الى هناك للاستشفاء. ويوجد هناك نحو ستين عيادة. وكل مريض يطلب اعانة يطعم من حساب الخليفة الى يوم شفائه. ويوجد بناء كبير يدعى المارستان (مستشفى الصحة النفسية) يحجز فيه كل فاقدي الشعور خصوصا في الصيف، حتى يعود لهم رشدهم)

“عطور وعطور”

من معايير العطر عند الغزالي ما اورده في احياء علوم الدين حيث اباح العطر النفاذ للرجال والعطر الهامس للنساء في مقولته الشهيرة:
(أحب طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، واحب طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه
ولكن يبدو ان المجتمعات العربية في عصر) “الموات” تمارس عكس ما ورد في “الاحياء”

“صحابي يشارك في اختيار حكومة الكفاءات القادمة”

ومن المقولات المبهرة التي تصلح مفتاحا لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وتقدير الكفاءات ما قاله سيدنا علي كرم الله وجهه: (إعلموا أن الناس أبناء من يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن)
ثم قال إبن عائشة: (إن قول علي بن أبي طالب لم يسبقه اليه أحد)

“حزم اكثم وحزم العمرابي”

للذين يعيبون الانتقادات اللاذعة والجارحة للبعثة الأممية خوف تمكن الغير والاستعمار الفاضح نهديهم العبارة الاستخبارية لاكثم بن صيفي فقد سئل يوماً ما الحزم؟ فقال: (سوء الظن بالناس)
وقد استعمل مفردة الحزم شاعرنا المجيد المقل العمرابي في قصيدته الذائعة الصيت “أندب حظي أم آمالي” وفي أحد أبياتها قال:
ما تقول ضعت من اهمالي
أنا عامل الحزم راسمالي
بس أيامي ما باسمالي
ظروفي القاسية متقاسمالي
بين الناس كريمة فعالي
أصلي من الجَناب العالي
حبك وحبي ما نَفعالي
يوم انعوني لا تنعالي

“العالقون يمتنعون”

هذا بعض الذوق والاتكيت في فقه السفر ما لا يستطيعه (العالقون) فقد ورد في عوارف المعارف:
على المسافر الصوفي أن يصل إلى الرباط نظيفا لأنه اذا قدم يعانقه الاخوان وقد يكون معه من آثار السفر والطريق (والكورونا) ما يكره. والعودة من السفر يستحسن أن تكون نهاراً، فاذا أخرته عوائق عن الوصول نهاراً أجل دخوله إلى الغد

“قيادات لابد منها”

ومن النصائح العملية لمن يريد تأسيس حزب سياسي له مستقبل ويحلم بالسلطة والحوكمة فعليه أن يحجز في مكتبه السياسي مقعدين لهؤلاء فقد قال صالح بن جناح اللخمي: (لقد ذُل من ليس له سفيه يعضده، وضلّ من ليس له حكيم يرشده)
وقد أُبتلينا في السودان -والعياذ بالله- بأحزاب حكماؤها سفهاء وسفهاؤها حكماء

“ود العز والبنية”

كان للرشيد الكثير من الهوايات المتحضرة التي لم تدركها أوروبا إلا مؤخرا فهو أول من لعب التنس والكريكيت. فقد أورد السيوطي في تاريخ الخلفاء: (بأن الخليفة هارون الرشيد كان أول من لعب الصوالجة والكرة والصوالجة جمع صولجان وهي العصا من طراز معين تكون معقوفة الطرف لضرب الكرة)

“من رقائق المعصوم”

ورغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت حياته مليئة بالمصاعب والمشاغل والمشاق وكبار الأمور والمجادلة والمنازلة إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان يجد وقتا للترفق بالناس وتجميل حياتهم حتى في الأسماء. ومما أبدله المعصوم من الشائن الى الشيق هذه الاسماء:
غاوي بن عبد العزى سماء راشد بن عبدالله
الصرم بن يربوع سماه سعيد بن يربوع
عبد شر سماه عبد الخير
بنو غيان (عشيرة) سماهم بنو رشدان
غافل بن عبد ياليل سماه عاقل
حزن بفتح الحاء سماه سهل

“فقه الخليفة واجتهاد شيخ العرب”

جاء في طبقات بن سعد عن عبد المحيد بن سهل: (قدمت خُناصرة أي حلب في خلافة عمر بن عبد العزيز واذا قوم في بيت أهل خمر وسفه ظاهر. فذكرت ذلك لصاحب شرطة عمر وقلت: “انهم يجتمعون على الخمر”
فقال: “قد ذكرت ذلك لعمر بن عبد العزيز فقال من وارت البيوت فاتركه”
قد حكى لي أحد العارفين بظُرف شيخ العرب
ود أب سن أن الشرطة ألقت القبض على جماعة في بيت أكثروا فيه الصخب والسُكر والغناء غير مبالين بالمارة والجيران، وحين مثلوا في محكمة شيخ العرب تساهل معهم وأوقع عليهم عقوبات مقدور عليها، وحين هموا بالانصراف صاح فيهم بطريقته الساخرة (المرة الجاية كِّفوا عين البواليس بالترابيس)

التعليقات مغلقة.