خبير الاعشاب عبدالرحيم يوسف حمد : البصارة تتوظف عند شخص يتسم بالبركة

الخرطوم : سودانية نيوز

(المودر بكوس خشم البقرة) .. هي جملة ظلت تحارب بشدة مصطلح اليأس بغية الدخول في منتصف دائرة الأمل والسعي في كل إتجاهات اقطارها في رحلة البحث عن الشفاء الذي قد يطول أمده على السرير الابيض (المستشفى) في حين أنه لا تمضي مدلولاته كثيراً عند أروقة اخصائي الاعشاب
جبار الكسور .. الذي يعرف في الأوساط الشعبية (بالبصير) ووظيفته الأولى والآخيرة أن يعيد إلى العضو المكسور سيرته الأولى، بطريقة قل ما يتقنها شخصا” ٱخر ألا من رحم ربي ، فهي أي _ البصارة_ تتوظف عند شخص يتسم بالبركة، غير أنه لا يمنع أن يكون تراكم التجارب حاضراً حال ممارسة البصير لعمله.
معظم مواطني بلادي ممن يعملون في مهن شاقة يتعرضون للإصابات او (العوارض) كما يحلو للشارع السوداني ان يسميها، فإصابات العمل على قفا من يشيل، هكذا أوضح لنا العم مصطفي مرجان الذي وجدناه قد سجل حضوراً باكراً مفعما” بأن يحدوه الامل فيتعافى، ويعود إلى مزاولة اعماله، فهو يعمل في مجال تركيب الكلادن لأوجه العمارات السوامق، والذي أكد أن سقوط العمال من أعلى البنايات بات منظراً مألوفاً جداً، والباقي يتوقف على حظ الشخص منهم، فهناك من يصاب بشرخ صغير في العظم ، ومنهم من تكون إصابته بالغة كالكسر في الحوض أو الركبة
في أستطلاع قمنا به وسط الحضور عن أفضلية علاج الكسور عند البصير ، أم الطب الحديث.. جاءت إفاداتهم على النحو التالي
عمر كرم الله صرح بأن الحكاية تتوقف على رغبة الشخص المصاب فمنهم من يحبذ أن يتعافى على أيدي الأطباء ، وآخرين لهم رأياً مغايراً ، وبإيعاز من قبل باقة العائلة والأصدقاء أن يتجهوا صوب البصير الذي تعافى على يديه جدود جدودهم.
هكذا إبتدرت الروضة الضو إفادتها قبل أن تكمل، هناك الكثيرين يتوجسون خيفة من نظام المسطرة ، التي تظل قابعة في الجسم فترة طويلة قد تجهد الشخص وتقلق مضجعة بشأن مصير المعدن الغريب الذي تم زراعته داخل جسمه.
حدثنا عبد الرحيم يوسف حمد يعمل بصير منذ أمد ليس بالقريب ، حدثنا عن الجبيرة ومكوناتها واصفاً أياها بأنها من الخشب أو القنا ، وتسمى الواحدة منها (الطابة)، ويظهر مثلثين في أعلاه لتثبيت القماش فيمنعه من أن يتزحزح من مكانه فيضغط على الطابة والتي تضغط بدورها على العضو المكسور لاستقامة العظم ، وبعدها يتم عادة جبيرة الشخص وهو مستلقي على منطقة مستوية حتي يضمن إستقرار الجبيرة في المنطقة المراد تجبيرها.
وأشار عبدالرحيم إلي نقطة مهمة ، تتجلى في غسل مكان الجبيرة بماء فاتر ، قبل إحاطة الجبيرة مما يؤدي الي ترطيبها فيمنع بما يسمى بـ(البقاق).
أما مدة بقاء الجبيرة على الكسر فتتوقف على عمر الإنسان، مثلاً إذا كان عمره 30 عاماً عندها تبقى الجبيرة 30 يوماً ، ومن هنا يتضح أن الشخص الطاعن في السن علاجه متعب نوعاً ما نظراً لتقادم سنين عمره.
وفي اليوم التاني من وضع الجبيرة يتم تروية عود الطابة بزيت السمسم الأصلي عند كل صباح بصورة يومية لمدة 3 أيام إلي 5 أيام وبعدها ينظر لما تفعله سحر الجبيرة.
كثيراً ما يتم تجبير العضو المكسور بطريقة غير صحيحة عند بصير أقل ما يوصف أنه عميان بصر وبصيرة، أذا لابد ان تاتي مرحلة إستدراك الخطاء بعد موافقة صاحب الشأن ، بكسر العضو مجدداً عمداً وتجبيره بالطريقة المعهودة ، وهنا يتخوف الكثيرين من عملية إرجاع الكسر ، لذا يستخدم البنج سواء بخاخ أو غيره قبل عملية الاسترجاع ، وهذا التصرف بدوره يحجَم من عملية الكشف عن مكان الكسر أو محل الأذى.
أيضاً عندما يكون الكسر قد طال امده (قديم) فيستدعى تحديده بواسطة صور الأشعة والتي علي ضوئها يتم إجراء اللازم بعد اختصار عاملي الجهد والزمن..

أرشيف البصير عبدالرحيم يحوي صوراً أخرى غير الكسور ،فنجد الفكك والفصل والرضخ، أما طريقة علاجهما فهي على هذا المنوال:

الرضخ علاجه (التمسيد) بالماء البارد ، أما الفصل فدائماً ما يكون في المفاصل والمعصم ، وكثيراً ما نسمع أن فلاناً كتفه (مخلوع) أو اللوحة (زائغة) وعلاجها (بالدلك) ، وفي بعض الأحيان الكي بالنار ، كما هو الحال في الفكك وموقعة الأصابع وأطرافها.

التعليقات مغلقة.