مطلوبات استفادة الدولة السودانية من سد النهضة الاثيوبى

بقلم عصام الدين محمد صالح
يعتبر انشاء وقيام السدود المائية على الانهار من المشاريع التنموية الكبرى والاستراتجية التى تسعى الدول الى انشائها وقيامها منذ فجر التاريخ الانسانى مرورا بعصر النهضة الاوربية ثم انتقالها الى بقية انحاء الكرة الارضية من خلال انشاء العديد من دول العالم لهذه السدود مصحوبة بتطور مراحل صناعتها فى مجالات حفظ المياه وتوليد الكهرباء والاستخدام الزراعى .
مثل قيام السدود على دول حوض النيل منطلقات ضرورية للتنمية الاستراتجية والمستدامة لبلدانها، نجد ان دول حوض النيل بدات فى انشاء العديد من السدود لمختلف الاستخدامات سواء للتوليد الكهربائى او لاستخدامات الرى للمشاريع الزراعية وانشاء المدن الصناعية الكبرى لفائدة دولها وشعوبها المختلفة ومن اجل الانتقال من الاقتصاديات البدائية التقليدية الى تميز دول الحوض والدول النامية الى الاقتصاديات الاقليمية والدولية خاصة بعد ظهور مفهوم العولمة الاقتصادية وانتقال السلع والخدمات ورووس الاموال عبر الحدود القومية والتى تجعل العالم منطقة تجارية موحدة .
تاريخيا نجد ان بداية انشاء السدود فى منطقة دول حوض النيل كانت من خلال انشاء سد اسوان عام 1902م ثم السد العالى فى جمهورية مصر ومن ثم بدات دول حوض النيل فى انشاء السدود فتم انشاء خزان سنار والروصيرص وخزان جبل اولياء وخزان خشم القربة على نهر سيتيت وسد مروى واعالى عطبرة وسيتيت فى السودان كما قامت اثيوبيا فى انشاء عدد من السدود مثل سد تكازى ويوغندا بانشاء سد اوين على مخرج بحيرة فكتوريا .
موخرا اعلنت الدولة الاثيوبية الشروع فى المراحل الاولية فى مل بحيرة سد النهضة والمتوقع لها فى يوليو المقبل لبداية تخزين 74 مليار متر مكعب من المياه متزامنا مع بداية الفيضانات دون انتظار ماتنتج عنه المباحثات والمفاوضات التى جرت فى العاصمة الامريكية واشنطون بوساطة الولايات المتحدة الامريكية والبنك الدولى لانهاء الخلافات بين الدول الثلاث فى شان مل وتشغيل السد الاثيوبى .
عليه فان على الدولة السودانية العمل مبكرا على الاستفادة من الفرص التى تتوافر من قيام سد النهضة الاثيوبى والتى تتمثل فى :
(1) قيام مشاريع زراعية كبرى مشتركة بين الدولة السودانية والدولة الاثيوبية خاصة بعد ان تتوفر الطاقة الكهربائية من سد النهضة وتوفر المياه فى بحيرة السد ووجود الاراضى الزراعية الخصبة و الواسعة والخبرات العلمية فى الدولة السودانية .
(2) قيام مشاريع صناعية كبرى نتيجة توفر الكهرباء وتقليل الضغط على المشاريع الصناعية الكبرى القائمة اصلا والتى تجار بالشكوى من قلة الكهرباء وارتفاع اسعارها مما يقلل من انتاجيتها .
(3) الاستفادة من ميزة توفر المياه على طول العام بتاهيل المشاريع الزراعية القائمة اصلا والتى كانت تقوم بزراعة دورة واحدة فى الموسم لتقوم بزراعة عدد من الدورات فى الموسم لتوفر جريان المياه طول العام والتفكير فى مشاريع زراعية كبرى لمواكبة توفر المياه .
(4) البحث عن تمويل لانشاء السدود المقترحة خاصة وان انشاء تلك السدود لاينتج عنه اعادة تهجير وتوطين للمتاثرين .
كما يمثل سد النهضة للسودان مواجهة عدد من التحديات وهى :
(1) تحدى الارادة السياسية للتعاون المشترك الدائم القائم على الثقة بين الدولة السودانية والدولة الاثيوبية خاصة وان هنالك مشاكل حدودية بين البلدين قائمة على تغول الجماعات الاثيوبية فى الاراضى السودانية الزراعية الخصبة داخل الحدود السودانية مما ادى الى تفشى النزاع المسلح على الحدود بين البلدين .
(2) تحدى المهددات المحلية و الاقليمية والدولية السياسية والامنية والتى تسعى لجعل منطقة دول حوض النيل عاجزة للاستفادة من الفرص التنموية والتى تخرج دولها وشعوبها من حالة الفقر الى رحاب التنمية والتطور وابعادها من ان تاخذ ادوارا اقليمية ودولية وذلك باشغالها بالفتن والحروبات الاهلية والاقليمية مع بعضها حتى تظل عاجزة عن استغلال ثرواتها الطبيعية و القيام بادوارها تجاه مجتمعاتها حتى تستعين بالدول العظمى والكبرى والتى تحمل اجندة ومارب سياسية واقتصادية .
(3) تحدى مراجعة وصيانة قنوات الرى ومواكبة تكنلوجيا الرى الحديث خاصة فى المشاريع الزراعية الكبرى مثل مشروع الجزيرة والمناقل ومشروع حلفا الجديدة الزراعى لاستيعاب تدفق المياه عند الطلب .
Asam.salah@gmail.com

التعليقات مغلقة.