الى ماذا ترمي تركيا بارسال قواتها الى ليبيا؟!

الخرطوم سودانية نيوز

ثار جدل كثيف اليوميين الماضيين بشأن ارسال قوات سودانية (مرتزقة) للقتال في ليبيا، فبينما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السودان بارسال قوات مقاتلة الى ليبيا (المشتعلة)، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني هذا الاتهام الذي لا يقوم الى حقائق.

رغبة تركيا

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد صرح في وقت سابق، أن التصويت على تفويض ارسال قوات تركية الى ليبيا سيكون في الجلسة العادية في الثامن أو التاسع من شهر يناير.
وقال مسؤول في طرابلس إنهم “طلبوا رسميا من تركيا تقديم دعم عسكري جوي وبري وبحري، لمواجهة هجوم للقوات الشرقية على العاصمة، أي قوات المشير حفتر..
من جانبها أكدت وزارة الدفاع التركية- الجمعة- أن الجيش التركي جاهز لأي مهمة خارج الحدود، بما فيها الأراضي الليبية، وذلك عقب طلب حكومة الوفاق الليبية الدعم العسكري من نقرة.

اتهام تركيا

وكان اردوغان قد أعلن خلال زيارته لتونس الأسبوع الماضي إن خمسة آلاف سوداني يقاتلون في ليبيا وتساءل عن صفتهم وعملهم وارتباطاهم بما يدور في ليبيا هناك؟ في وقت يعزم فيه على ارسال قوات تركية الى ليبيا لتقاتل الى جانب حكومة الوفاق.. ويستعجب خبراء عسكريون سودانيون من رغبة تركيا في المشاركة في القتال علنا، بينما ترمي باتهامات باطلة تجاه الدول، ويقول خبير عسكري فضل حجب اسمه إن رغبة تركيا للتدخل في ليبيا يعكس نيتها السيئة في خلق الفوضى والاضطراب، والاسهام في قتل وتشريد المدنيين، تماما كنا فعلت في سوريا في وقت سابق وشنها لهجمات ارهابية تسببت في نزوح الآلاف من الشعب السوري، ويمضي الخبيرةالى القول إن تركيا لن تترك تدهلها في الشؤون الداهلية للدول، وتساءل كيف تتهم السودان بارساله قوات للقتال في ليبيا بيننا تعلن أنقرة على رؤوس الأشهاد إنها ستنال مصادقة برلمانية ومن ثم ترسل قواتها للمشاركة في القتال الدائر في ليبيا..
وفي سياق متصل قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مئات من المرتزقة السودانيين يقاتلون مع قوات خليفة حفتر ونقلت الصحيفة عن قادة مجموعات مسلحة سودانية في ليبيا أن عدد المقاتلين السودانيين وصل الى ثلاثة آلاف مقاتل.

نفي سوداني

وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العميد عامر محمد حسن قد نفى في بيان رسمي أي علاقة تربط بين القوات المسلحة السودانية ومجموعات مرتزقة في ليبيا ، وذلك في أول رد فعل رسمي لاتهامات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بمشاركة آلاف المقاتلين السودانيين مع قوات خليفة حفتر في ليبيا
وقال العميد عامر محمد الحسن في تصريحات لقناة الجزيرة ، إن الأمر برمته لا يعني السودان وقواته المسلحة في شيء ، داعياً الفرقاء الليبيين إلي تحديد جنسيات هؤلاء المرتزقة والجهات التي جاءوا منها ، مشيرا إلى أن السودانيين موجودون في بلاد كثيرة من أجل طلب الرزق وأن ليبيا معبر للهجرة غير الشرعية..
وقال الحسن ان الجيش السوداني جيش منظم ومحترف وتحركات قواته تتم عبر اتفاقيات وبروتوكولات بين الدول وتكون معترف فيها ومعلنة في العالم مضيفًا الى ان السودان بعيد جدا عن الواقع الليبي ولا يتدخل في شؤونه .واضاف الحسن إن “الارتزاق ليس له بلد معين” مضيفا أنه أصبح “مهنة” وأن الأمر برمته لا يعني القوات المسلحة ولا السودان في شيء .ودعا الحسن الفرقاء الليبيين إلى تحديد جنسيات هؤلاء المرتزقة والجهات التي جاءوا منها، مشيرا إلى أن تفسير ذلك يرجع إلى السلطات الليبية، مؤكدا عدم وجود أي منتسب للجيش السوداني يقاتل في ليبيا، لأن تحركات الأخير تتحدد وفقا لاتفاقيات معترف بها ومعلنة مع الدول.كما أكد الحسن أن السودان تراعي قرارات الأمم المتحدة التي تدعو لعدم التدخل في شؤون ليبيا وعدم الانحياز إلى أي من أطراف الصراع.وقال الحسن إن الجنسيات في تلك المنطقة تتشابه في ملامحها، وقد لا يكون هؤلاء المرتزقة سودانيين، مضيفا أن الأمر بحاجة إلى مراجعة وتدقيق، وهذا غير متاح حاليا بسبب عدم استقرار الأوضاع في ليبيا حاليا.

أطماع تركيا

وكان الرئيي التركي قد أكد في حديث سابق أن تركيا (ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة طرابلس).
ونسبت تقارير صحفية الى اردوغان قوله: (أن من يدعم حفتر الآن هم ذاتهم من دعموا الانقلاب على الحكومة الشرعية في مصر).. مشيرا في ذلك الى الحلف ال (سعودي- أماراتي). ويرى مراقبون في السياسة الدولية أن تركيا تسعى من خلال رغبتها ارسال قوات الى ليبيا الى اتساع دائرة الفوضى في الشرق الأوسط، وتسعى من خلال علاقاتها بالجماعات والتمتلات الارهابية الى حرق منطقة الشرق الأوسط حتى تجد لنفسها قواعد عسكرية في منطقة البحر الأحمر للسيطرة والتأثير علي الخلف ال (السعودي – أماراتي)، وما علاقات أنقرة المشبوهة في الفترة السابقة بالنظام السوداني الذي ازاحته ثورة عارمة في 11 أبريل 2019 ببعيدة علي الأذهان.
وكان الرئيس التركي أشار إلى أنه اتفق مع تونس على دعم حكومة الوفاق برئاسة السراج في ليبيا، مضيفا أن أنقرة تصر على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا.
وقال أردوغان إن (هدفنا في البحر المتوسط ليس الاستيلاء على حق أحد، على العكس من ذلك منع الآخرين من الاستيلاء على حقنا)، وجاء ذلك على خلفية التوتر بين تركيا من جهة ومصر واليونان من جهة أخرى بخصوص التطورات في منطقة المتوسط المتعلقة بمنابع الغاز والأزمة الليبية.

أنقرة.. تدخلات سافرة

ما تقوم به دولة تركيا علنا وعلى رؤوس الأشهاد بارسال قوات الى ليبيا لزيادة (المحرقة) الدائرة هناك يصنفها بأنها دولة (ارهابية) وساعية بكل ما تلك الى زعزعة استقرار الدول، وهذا سلوك عدواني يتنافى مع كل القوانين العالمية الداعية لحماية حقوق الانسان، فمن حق المواطن العربي في كل دول الشرق الأوسط بما فيه المواطن الليبي والنصري والتونسي والسوري والسوداني، أن يعيش في أمان واستقرار.. وأي تصرف من يأتي من خارج الحدود هو تدخل سافر في حقوق هذه الدول الداهلية، يستدعي من الجميع أن يتناولوه بكثير من الجدية، وأن يقفوا سدا منيعا ضد مخططات تركيا في المنطقة العربية.

التعليقات مغلقة.