االسينمائي الرشيد مهدى.. صاحب اول فيلم روائي سوداني (خااالص) 

سودانية نيوز…  

من مـــواليد قرية مــورة بالشمالية أوائل الثلاثينات انتقل مع والــده الى عطبرة وعاش فـترة فى قرية المكايلاب …درس الاولية بمدرسة الشرقية بعطبرة .. ودرس الوسطــى بمدرسة الصنائع بامـدرمان وتخرج فيها وكان اول الدفـعة..والتحـــــق بعــــدها بورش السكة حـــديد عــطبرة عام 1949…

عام 47 بدا هوايته في التصوير الفوتوغرافى وكان اول سودانى يقتنى الة تصـوير فوتوغرافى كانت الكاميرا (الالمونيت) كامـيرا التصوير في الشـارع والتى اشتراها من احد المصورين الاغـــريق انذاك التى كانت مسـتخدمة فى بعض البلاد العــربية كمصر صور بها صـور تاريخة كثيرة لمدينة عطـبرةالقديمة..

انشاء اول اســـتديو للتصـوير الفوتغرافي عام 1949 كاول سوداني يفتح استوديو للتصوير الفـوتوغرافي . كان مراسلا لشركة كــوداك في لـندن ويشترى منهم مواد التصــوير الفوتوغرافي المختلفة من افـلام وورق ومواد التحميض وخلافه كانت شركة كــــوداك لا تبخل عليه بالمعلومات المختلفة..

كانت اول زيارة للرشيد مهدى لشركة كوداك مصر عام 1957 وكانت هذه اول مرة يسافر فيها لخارج السودان فذهلوا لمستـواه *وقالوا انه لا يحتاج الى شى جديد* وكما *قالوا انه من احسن المصــورين الذين اخرجتهم الامبراطــورية البرطانية التى لا تغيب عنها الشمس انذاك* .

استمر الرشيد مهدى فى فن التصوير الاسود والابيض والملون وصور الكثير من الشخصــيات الهامــة بدا بالانجليز على راســـــهم *السير جمــــــيس روبروتسون* السكـــــرتير الادراى لحكومة الســودان واخرون كثر من الانجليز كما لديه صور لجميع الشخصيات السودانية السياسية امثال الزعيم اسماعيل الاذهـــرى ومبارك زروق واغلب السياسين الذين زاروا عطــــــبرة ..مرورا بحكومة الرئيس عـــــــــبود وعبد الله خليل والصادق المهدى والرئيس نميري ..كما لديه صور نادرة لاول طيارين سودانيين وكثير من رجــالات الجيش والشرطة القديمة والحديثة وصور الجيش كما صور جميع مناحي الحياة الاخــرى الرياضية والفنية والعمالية وتعتبر ولاية نهر النيل هى الولاية الوحـــــيدة التى لديهــــا ارشيف مصور للحركة النقابية والعمالية ….

*معرض الرشيد للصور الفوتوغرافية 1947-1986*
هــذا المعــرض الـذى بذل فيه مجهود كبير ليرى الـنور هو عــــبارة عن بوسترات ملصقة بها الصــور باحجام مختلفة موضح تحت كل صــورة الاسـم والمناسبة والتاريخ يضم كل مناحي الحياة بداية مـــــــن عطبرة القديمة مـرورا باهل السيـاسة والرياضة والفن ورجالات المجتمع ورجــــــالات التعليم المختلفة والجاليات التى كانت تقيم بعطبرة مثــــل الجالية الهندية واليمينة والانجليزية والاغريقية والحبشية كما كان يضـم صــور رفع العلم الســودانى ابان اعلان الاستقلال كما يضم رجــالات الشرطة والصحـة بمستشفى عطبرة ورجالات الدين.
هذا المعــرض عرض إبان ولاية الفريق عبد الرحمــــن سر الختم والمحافظ الدكتور الجميعابي تــــــــحت اشراف وزارة الشــئون الاجـــتماعية ومــديره اعـثمان على بشــير واشترك به بجناح ولاية نهر النيل بمعرض الولايات بالخرطـــوم…ظ

*مطبعة الرشيد*….
انشاءها الرشــــيد مهـــدي عام 1958 بمدينة عطـــــبرة كاول مطبعة فى الولاية الشمالية وكانت هــــــــذه المطبعة تقوم بجميع اعمال الطباعة المخــــتلفة من كروت ودفاتر الفواتير المخلتفة والتذاكر و مطبوعات شركة ماسيبو انذاك ودفاتر الجـــوابات والايصــالات المختلفة…..

وقد استمرت هذه المطبعة حتى تكسير سـوق عطبــــــرة عام 1996وبعـــــدها توقفــــت …. مكن الرشيد مهدي الولاية الشمالية من الفـوز بعدة جوائز مختلفة عام 1958.

*الانتاج الفني*……

الانتاج السينمائى كانت شرارته عندما زارت مجــموعة مـــــن الممــثلين المصـريين للســـــودان لاداء مســـــــرحيات فى عــــــدة مدن منها مدينة عـــطبرة وفى ســـؤال من احـد الصحـــفيين السودانيين للممـــثل المصـــري ( *هـــــل يمـــــكن للســـودانيين انـــتاج ســــينما ســـــودانية فـــرد عليه الممــثل بان اللهـجة الســودانية لا تصـلح للسيـــنما والمســرح*) عندما سمـع الرشيد مهدى هذا القول قرر فـى قرارات نفســـــه ان يكــون هو البادئ وان يثـــــبت للعـالم ان الســودان يمكن ان تكون به ســينما فكــان فيلم ( امال واحلام) كاول فيلم سوداني خالص روائى طويل فى الشــــــــاشة السينمائية.

سبق فيلم امال واحلام افـــلام وثائقية مــــنها فـيـلم لزيــــارة الزعيم الاذهــــــري لمـــدينة عطـــبرة عام 1965وفيلم كـــبرى الثورة -كـبرى الحـــرية بعطبرة والذى صوره الرشيد مهــدي بدا من الاســـاس وحتى القيام بافـــــتتاحه عــلى يد الامــير لاى محمد المهدي حـــامد الحاكم العسكري للولاية الشمـــــــــالية واللواء البحاري .

فيلــم امـــــال واحلام بـــــدا تصــــويره فى اوائل الســـتينات تصوير الرشـــيد مهـدى واخـراج الاســـتاذ ابراهـــيم ملاســي وعــــــرض بدار السينما امدرمان الوطـــنية ولاقى اعجـابا لا مثيل له حــــتى قال الهنود انه افضـــل مـــن بداياتهم الفنية وبعدها عـــرض فى كثير من دور الســــــينما بمدن الســـودان المخــــتلفة

هذا الفيلم تم تحميضه ( *بمعامـــــل دونـــــاتو بمـــــيلانو في ايطــــاليا*) ونـــــال شهادة تقديرية من رئيس الجمهورية نميري كما منح الرشــيد مهــــدي قطـــــعة ارض استثمرها لبناء ( اســـــــــتوديو الرشيد السينمــائى بمدينة عطـبرة) هدف من ذلك لجعل مدينة عطبرة ( هوليود السودان ) كبوليوود الهند .. واستورد لهذا الاستديو جميع معدات الســـينما الـلازمة بداءا مـــــــــن كاميرا تصـــــوير واجـــــهزة للتحــميض و الصوت والطـــــــــباعة والشاشة للعرض.

وصلـــت أصداء الفيلم للخارج حيث *بعث وكيل وزارة المواصلات الزامبي السيد كارلو* برقية للرشـــيد مهــدي مشيداً بآماله وأحـلامه بعد ان شاهد الفيلــم ابان مكـوثه في السودان. قال في مذكــــراته: استحــــسنت الفيلم مقارنة مع الافـلام التي شاهدتها من قبل،بهـــذا الفيلم شخصيات مؤثرة كالطبيبً والمـزارع وزوجته، ويتجــلي درسا أخــــلاقيا قويم من خـــلال خلاصة الفـــيلم فقد انتهي الفيلم الي ان تحـــكيم الاخــــــلاق خـــــــــير مــــــن المـــــــــاديات

فى عام 1975 كان الاحتفال بعيد الاستقلال بمدينة عطبرة فسجلت كامــيرا الرشــــــيد السينمائية ذاك الحدث بدأ باستقبال الرئيس نمـــــيري فى الدامر والاحتفالات بدار الرياضة عـطبرة والمعرض الحضـــاري والاحتفالات المسائية حيث افتتح فى هذا العــــام بفيلم للرشيد مهدي صور سينمائيا ( فيلم وثائقي لكل الاحداث بعنوات المهرجان الحضاري وسجـــل بصوت مصاحب للدكتور صلاح عثمان احمد عبد الرحـــــيم ) الذى كــــــان يمــــــلك صــــوتا جمــــــيلاً .

وللرشيد مهـــدى سيناريو فيلم ( *الشمس المحرقة* ) وهـوفيلم يحــــــــكى عن بطولة الشعب الســـوداني بـداية من ثورة اللــواءالابيــــــض 1924 وهو ســــــيناريو مجاز ومسجل بالمصنفات الادبية منذ عام 1982واشاد به الدكتور المرحوم محمد ابراهيم ابو سلــــيم مـــدير الوثائق والذى اشاد بهذا السيناريو وانتى مشاهدتها على الشــاشة..

هذا هـو الرشــيد مهدى الرجل العصامي الذى نشا معتمدا على نفسه استطاع بعون الله ان يكون نجما فـــــى سمـــاء القمة السودانية لرجال انجزوا للوطن وجعلوه في مصاف الدول التي تبدع …

يسطر التأريخ للرشيد مهدي بانه *اول فوتوغــــــرافياً فى السودان وصاحب اول فيلم ســـــوداني روائــــى طويل يعــرض فى شاشة السينما ؛ وصاحب اول مطـــبعة فى الشمال . وصاحب اول سينما متجولة جابت وتجولت في مدن السودان وعرضت الافلام الهندية والعربية*

الرشيد مهدي كان كاتبا للمقالات الصحفية وكان له تعاون كبير مع عدد من الصحف السيارة فاصبح رمزا وطنيا مـــــن رموز الانتاج الاعلامي فى الســــــــــودان ..

توفـــى رحمـــه الله فـــى الســـابع عشـــــرمن رمضــــان 1429 الموافق الاربعاء 17\9\2008م