عقيد شرطة مرتضي العالم يكتب .. وطارت السكرة

دكت قوات الشرطة والقوات المساندة لها حصون وأوكار الجريمة وبؤر فسادها بمناطق الهشاشة والسيولة الأمنية بأطراف العاصمة وشكلت شرطة ولاية الخرطوم محور وإرتكاز قيام هذه الحملات من خلال إحكام عمليات التنسيق المشترك بين مكونات القوات النظامية الأخري والتمهيد والترتيب لذلك بتكثيف عمليات الرصد والمتابعة للمناطق المستهدفة وجمع المعلومات وتحليلها وفق مصادرها إيذانا بضربة البداية وتحديد ساعة الصفر لإنطلاق هذه الحملات التي أطلقت رئاسة قوات الشرطة لها (العنان) تيمنا بحادي ركبها وقائد مسيرتها للضرب بقوة دون هوادة وبيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطن بإشاعة الفوضي وزعزعة الأمن والإستقرار الذي تعتبره الشرطة خط أحمر دونه المهج والأرواح من غير مزايدة أو متاجرة لن تتهاون أو تتخاذل في حسمه وردع من يتخطي ذلك متعمدا ومتعديا علي حرمات الحقوق الخاصة والعامة مستغلا ومتذرعا بمناخ الحريات التي أفرزته ثورة ديسمبر المجيدة وهذا لعمري إدعاء وإفتراء الثورة منه في حل وبرأء براءة الذئب من دم بن يعقوب فأين هذه الفوضي العارمة من قيم وأدبيات الحرية والسلام والعدالة فلا حرية عندهم بسطت ولا سلام أشيع ولا عدالة أنجزت الأمر الذي حدا بأجهزة إنفاذ القانون بدق ناقوس الخطر والتصدي لهذا الإنفلات الأمني المريع والذي كانت ترقبه عن كثب حتي إذا بلغ الأمر أشده بإستفحال وتفشي هذه الظاهرة وتماديها ببعض المناطق بالعاصمة تسعي فيها مجموعات متفلتة مارقة عن القانون بالغي والضلال ظلما وفسادا في الأرض وعلوا وإستكبارا إنقضت عليها هذه القوات إنقضاض الأسود علي فريستها بكل جسارة وبسالة من خلال هذه الحملات الرادعة والفاجعة لحسمها ووأدها في مهدها وإجتثاثها من أصلها لتعيد بذلك الأمور إلي نصابها بإنفاذ القانون وبسط هيبة الدولة بعد ما جرعتهم كأس الذل والهوان وأدخلت في نفوسهم الخوف والرعب فطاشت عقولهم فهاموا علي وجوههم وولوا علي أدبارهم هاربين مخلفين وراءهم أماني وأحلام سكرتهم التي ظلوا فيها يعمهون ولا شك أن هذه الحملات ما كانت لتحقق هذا النجاح بمعزل ومنأي عن متابعة ورعاية ولاية الخرطوم التي تقدم واليها المكلف الأستاذ أحمد عثمان حمزة الصفوف داعما ومؤازرا ومحفزا ممتثلا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئؤل عن رعيته) فبهذه المسئولية رئيسا للجنة تنسيق شئؤن الأمن بالولاية كان حضورا رفقة السيد مدير شرطة الولاية مقرر لجنة تنسيق شئؤن الأمن بالولاية الفريق شرطة (حقوقي) عثمان الحاج عثمان معلا مما كان له كبير الأثر في رفع الروح المعنوية للقوات فكان النصر والنجاح حليفها وزاد من ذلك النجاح تجاوب وتفاعل المواطنين مع هذه الحملات وإستبشارهم بها ولنا في هذا المقام التأكيد علي ان هذه الحملات لم تكن وليدة اللحظة والصدفة ولم تكن سهلة الإعداد والإخراج وإنما كانت نتاج جهد ومثابرة وثمرة رباط ومصابرة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.